رسالة تهنئة من الأمين العام للجماعة بمناسبة عيد الأضحى 1404 هـ

قدم الأستاذ عبد الرحمن بيراني الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح رسالة وهنأ عيد الأضحى 1444 هـ. وفيما يلي نص رسالة تهنئته:

بسم الله الرحمن الرحیم
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ‎﴿البقرة: ١٨٥﴾‏
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا اله الا الله و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد! 
ها نحن علی أعتاب عيد الأضحى نهاية موسم الحج وإحياء ذكرى بطل التوحيد إبراهيم خليل الله النبي العظيم وصانع التاريخ ،الذي أقام الكعبة المشرفة وحارب ثقافته العرقية وأقاربه من أجل توحيد الخالق ، وعانى من حزن التشرد وهجر الأسرة ، وبهدف تصفیة القلب للحب الإلهي ومن أجل الوصول إلى مكانة خليل الله ضحّى أيضًا فلذة کبده كما أنه حارب نمرود مع الاهتمام والالتزام بالمتطلبات السياسية للإيمان وقبل كل شيء تحرير المظلومین من هیمنة الطغاة ، وفي نفس الوقت في تحليل إرشادي ذکي اعتبر ابتعاد شعبه عن التوحيد وانخراطهم في عبادة الأصنام حاجزا یحول دون التكافل الاجتماعي لیحذر المتدينين من أن أي نوع من التحالف وراء التوحيد والعدل هو باطل ومدان بالمنطق التوحيدي لإبراهيم!فلنتذكر أن الطقوس الدينية ، إذا لم تكن مزينة بإخلاص ، ومصدرًا لتصحیح السلوك والعمل وبقیت فقط في شكل طقوس اجتماعية وثقافية ، فهي سبب التدهور الداخلي للتدين وحافز نوع من خداع الذات ؛ لأنه مع الوجود الموضوعي للدين في المجتمع ، لا يمكن رؤية دوره وتأثيره في تحسين شخصية وأخلاق الأفراد والعلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ؛ لذلك ينبغي أن نعي بأن الحج إذا لم یکن عاملا في تعدیل المزاج المعوج ولم تحل الأضحیة دون الطغيان والسلوك الشرير  وإذا لم تصحح الصلاة الأخطاء ولم یحسن الصوم الأوضاع فإن أدائها الظاهري ليس إلا جزءا من عملية التنشئة الاجتماعية وتخلو من الدور الإصلاحي في الدنیا والتحرري في الآخرة.!

إنني باسمي وبالنيابة عن مقر جماعة الدعوة والإصلاح ، أبارك هذا العيد السعيد من صميم قلبي لكل المسلمين وأبناء الوطن الأعزاء وخاصة لأعضاء الجماعة وأتباعها ، وأسأل الله تعالى أن یوفقنا جمیعا في الأداء الصادق للشعائر الدينية وخاصة الحج والأضحية ، والتمتع ببركات الدنيا والآخرة من العبادة ، والحركة المدروسة على طريق عبادة الخالق ، وخدمة الناس ، وتزکیة النفس وتنمية العالم.

عبد الرحمن بیراني 
الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح